عقد في مدينة أعزاز بالشمال السوري مؤتمر علمي ناقش “مآلات المجتمع السوري بعد الحرب والصراع”، في ظل ما خلفته سنوات الحرب من تحولات عميقة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. شارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميين والباحثين، وتركزت محاوره حول تحليل الواقع الراهن، واستشراف مستقبل المجتمع السوري من منظور علمي وواقعي.
التحولات الاجتماعية
سلط المؤتمر الضوء على التغيرات الكبيرة التي طرأت على بنية الأسرة السورية، وتماسك النسيج الاجتماعي، نتيجة النزوح والتهجير وفقدان المعيل. كما نوقشت ظواهر مثل ارتفاع نسب الطلاق، وتفشي عمالة الأطفال، وتراجع دور المؤسسات التربوية التقليدية.
التحديات الاقتصادية والتنموية
تناولت الأوراق البحثية التدهور الحاصل في بنية الاقتصاد المحلي، وركزت على أهمية التمكين الاقتصادي للفئات المهمشة، وإعادة إحياء المشاريع الصغيرة والمتوسطة. كما تم اقتراح حلول عملية لتفعيل الموارد المحلية وربطها بالتخطيط التنموي المستدام.
التعليم وبناء القدرات
أظهرت مداخلات المشاركين أن النظام التعليمي في مناطق الشمال بحاجة إلى تطوير جذري، من حيث المناهج، تدريب الكوادر، وربط التعليم بمتطلبات سوق العمل. وأكدت توصيات المؤتمر على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، بوصفه حجر الأساس في عملية إعادة الإعمار المجتمعي.
العدالة الانتقالية والتعافي المجتمعي
تناول المؤتمر مفهوم العدالة الانتقالية كإطار ضروري لأي مصالحة مستقبلية، وأهمية توثيق الانتهاكات، وضمان حقوق الضحايا، مع التأكيد على أن التعافي لا يمكن أن يتم بدون معالجة الجراح العميقة التي خلفها الصراع.
خاتمة وتوصيات
خرج المؤتمر بجملة من التوصيات، أهمها:
دعم البحث العلمي المحلي وتفعيله في صنع القرار.
بناء شراكات بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني.
التركيز على التعليم والتدريب المهني كأدوات استراتيجية للتنمية.
تعزيز الخطاب المدني الجامع الذي يرسخ قيم السلم الأهلي والعيش المشترك.
هذا المؤتمر يُعد خطوة مهمة نحو تأطير النقاش المجتمعي علميًا، وإعادة بناء الثقة بين فئات المجتمع السوري، من خلال الفهم العميق والتحليل الواقعي لما بعد الحرب.